07 May 2013

تاريخ فندق شبرد


فندق شبرد .. ملتقى الملوك والعظماء

فندق شبرد العريق عرفه العالم تماماُ كمعرفتهم بالأهرامات وأبو الهول ، فمما لا شك فيه هو أن فندق شبرد كان ولا يزال أهم الفنادق فى تاريخ مصر ، ومنذ ستون عاماً تقريباً كتب أحدهم أن أهمية فندق شبرد لا ترجع إلى ضخامته ففى الدنيا مئات من الفنادق الأضخم والأفخم ، ولكنه فندق تاريخى .. فمن شرفته أطلت أوروبا على مصر لأول مرة ، وفى جنبات الفندق القديم كانت السياسة الشغل الشاغل لكثير من الزعماء والقواد الذين أقضوا فيه بعض الوقت على مدار مائة عام

وبداية الفندق القديم - الذى كان موقعه فى شارع إبراهيم باشا (الجمهورية حالياً) بالقرب من حديقة الأزبكية وميدان الأوبرا - تعود إلى عام 1841 حينما جاء صامويل شبرد إلى مصر للبحث عن قطعة أرض تصلح لإنشاء فندق واختار قصر قديم كان للأميرة زينب ابنة محمد على وكان حينها يطل على بركة الأزبكية ، ثم جعله محمد على مقراً لمدرسة الألسن ومنه نقلت المدرسة إلى مكان أخر، واستأجره بعدها صمويل شبرد بشراكة مع بريطانى يدعى هيل ، وتم فى فنائه حفر حماماً للسباحة ، وبمرور الوقت اتسع الفندق وزادت مبانيه وتم تجديد محتوياته ، وقد كان الهدف من الفندق فى البداية هو توفير إقامة مريحة للأعداد المتزايدة من السياح القادمة إلى مصر وكذا مسافرى الترانزيت من أوروبا إلى الشرق الأقصى والهند ، ونظراُ للخدمة المتميزة التى تمتع بها نزلاء هذا الفندق ، أكتسب الفندق سمعة عالمية حتى أن هذا الفندق كان حديث الصحافة العالمية خلال النصف الثانى من القرن التاسع عشر ، حيث كتبت مجلة أخبار لندن المصورة الشهيرة عنه فى عام 1857 قائلة: "ربما لا يمكن لك بأى فندق فى العالم أن ترى هذا الخليط من البشر ذوى المكانة المرموقة من مختلف دول العالم كما يرى المرء بشكل يومى لو جلس على منضدة فى الصالون الرئيسى بفندق شبرد بالقاهرة

فى عام 1869 نزل بالفندق عدد كبير من الشخصيات العالمية التى جاءت لمصر لحضور حفل افتتاح قناة السويس بدعوة من الخديوى إسماعيل ، وكان على رأس الزوار الإمبراطورة الفرنسية «أوجيني» التى استقبلها الخديوى إسماعيل فى فندق «شبرد» وأقام مأدبة ضخمة على شرفها ، وبعدها صار الفندق المكان المفضل لإقامة الزعماء والملوك والرؤساء والشخصيات البارزة فى العالم ، ولا يتسع المجال لذكر أسماء من نزلوا بهذا الفندق الذى يشمل كتابه الذهبى آلافاً من مشاهير العالم منهم ملك بريطانيا إدوارد السابع ورئيس وزرائها الأسبق ونستون تشرشل ، ورئيسا الولايات المتحدة السابقين تيودور روزفلت وهوفر وفيصل ملك العراق وكذا ملوك بلجاريا وإيطاليا وكثيرين غيرهم ، وكانت تمتع سجلات النزلاء فى شبرد القديم بشهرة غير عادية ، ففى هذه السجلات وبدأ من عام 1851 كان على النزيل أن يسجل إسمه وإسم السفينة التى أبحرت به من الميناء الأجنبى إلى موانئ مصر ، وأن يرسم أمام الإسم علم السفينة الذى يميز الدولة التابعة لها

ولم يقتصر نزلاء الفندق على الشخصيات العالمية فحسب ، بل كان أيضاً ملتقى للطبقات الراقية من سياسيين ومفكرين وأبرزهم سعد زغلول ومصطفى النحاس إضافة إلى أعضاء مجلسى النواب والشيوخ وكبار رجال الإقتصاد فى مصر ، فقد كانت شرفة هذا الفندق الفسيحة هى المكان المفضل للعظماء لتناول فنجان الشاى ، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد ، بل كان الفندق مقراً لإقامة قيادات قوات الحلفاء خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية

ومن المعلومات التى لا يعرفها كثيرين عن هذا الفندق أنه احترق مرتين ، كانت الأولى فى عام 1868 حينما أتت النيران على الفندق بالكامل وأعيد بناؤه مرة أخرى ، والمرة الثانية أثناء حريق القاهرة وهو الحريق الذى أدى لتدميره وبعدها انتقل إلى مكانه الحالى بالقرب من كوبرى قصر النيل فى عام 1957 ، حيث تم افتتاح المبنى الجديد للفندق فى الحى الذى يعد اليوم حى السفارات بالقرب من السفارات الأمريكية والبريطانية والإيطالية وتم تجديده فى أواخر ثمانينيات القرن الماضى ، أما الموقع القديم للفندق بتاريخه الحافل، فصار اليوم موقعاً لمحطة وقود تقابل بقايا حديقة الأزبكية

الحقوق محفوظة للسيد/ شريف على

No comments:

Post a Comment